U3F1ZWV6ZTYyOTcxNDc3NTQyMTdfRnJlZTM5NzI3ODUzMjI5MjU=

مدرسة الحجاز بالكيلو 2.. بين عبق التاريخ وضغوط الحاضر


إعداد: سمر محمود – عزبة أبو النور
محررة بجريدة العطاء –




تُعد مدرسة الحجاز الابتدائية إحدى الركائز التعليمية المركزية في قرية الكيلو 2 التابعة لمحافظة الإسماعيلية. فهذه المدرسة التاريخية احتضنت آلاف الطلاب على مدار سنوات طويلة، وكانت شاهدة على ذكريات لا تُنسى نقشتها المرحلة الابتدائية في وجدان الأجيال المتعاقبة.
تتميز المدرسة بكوادرها النسائية المجتهدة من المعلمات اللاتي يبذلن أقصى طاقتهن في أداء رسالتهن التربوية رغم التحديات الجسيمة التي تواجه سير العملية التعليمية، وعلى رأسها مشكلة الكثافة الطلابية داخل الفصول. ففي ظل ظروف غير مثالية، يصل عدد الطلاب إلى نحو خمسين تلميذًا في الفصل الواحد، وهو ما يفوق بأكثر من الضعف الطاقة الاستيعابية الطبيعية التي لا ينبغي أن تتجاوز 25 إلى 30 طالبًا في الفصل الواحد. ووصل الأمر إلى أن يضطر أربعة طلاب إلى الجلوس في المقعد المخصص لطالبين فقط، ما يشكل ضغطًا كبيرًا على بيئة التعلم ويعوق التفاعل التعليمي السليم داخل الحصة الدراسية.
ويزداد الأمر تعقيدًا في مدرسة الحجاز الإعدادية المجاورة، التي باتت تُستقبل سنويًا عشرات – بل ربما مئات – من الطلاب الوافدين من خارج نطاق العزبة، بحثًا عن جودة التعليم وسمعة المعلمين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة التعليم. هذا الإقبال المتزايد يفاقم الأزمة داخل فصول تعاني أصلًا من الاكتظاظ، وهو ما يؤثر سلبًا على قدرة المدرسين في ضبط الحصص وعلى قدرة الطلاب على الفهم والتحصيل.
ورغم علم موجهي الإدارات التعليمية بالوضع المتأزم، لم تُتخذ بعد خطوات فعلية لاحتواء الأزمة. فالحل الأوضح أمام الجميع يتمثل في إنشاء مبانٍ إضافية داخل حرم المدرستين لتقليل الكثافة وتحقيق بيئة تعليمية أكثر فاعلية. ورغم وجود استعدادات ومبادرات ذاتية من بعض أولياء الأمور للمشاركة في بناء فصول جديدة، يظل الأمر معلقًا في غياب قرار رسمي من وزارة التربية والتعليم يتيح ذلك بشكل قانوني ومنظم.
ويبقى السؤال الملح: إلى متى تظل هذه المدارس – رغم تاريخها ومكانتها – أسيرة لأزمات يمكن حلها بقرار إداري شجاع، يفسح المجال لمشاركة المجتمع المحلي في تطوير مؤسساته التعليمية؟
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة